تخيلي ..!!!
تخيلي ان زوجك اقترب منك بينما تتناولان الشاي في المساء .. أمسك يدك برفق وقربها نحوه ثم قال مبتسما : <<حبيبتي ... أنت
غالية عندي وحبي لك أكبر من أي أحد اخر في حياتي . فأنت رائعة جدا .. لذلك قررت ان اقترن بزوجة اخرى مثلك تماما ..!!>>
كيف ستكون مشاعرك؟؟
أحضر وزجك الزوجة الجديدة إلى منزلكما وكانت أصغر منك سنا بدرجة تشير بالفارق بينكما ... توافد الزوار الى المنزل ليروها ..
كانوا يقولون لك : كيف حالك ؟ باحترام يتوجهون نحوها قائلين << ماشاء الله ... انظروا ما اجملها .. اليست رائعة !!>>
ثم يلتفتون نحوك سائلين << ما مقدار حبك للزوجة الجديدة >>؟؟؟؟!!!!
ونظرا بان الزوجة الجديدة بحاجة ماسة الى ملابس فان زوجك يتوجه من حين الى اخر نحو خزانة ملابسك فيأخذ بعض فساتينك
ويعطيها إياها ... وعندما تعترضين على ذلك يقول : لقد زاد وزنك وضاقت عليك هذه الملابس .. ولكنها ستناسب مقاس الزوجة
الجديدة تماما!!!
اعتادت الزوجة الجديدة على المنزل وبدأ يزيد ذكاؤوها وترتفع مهاراتها ... وبينما كنت ذات مساء تحاولين معرفة الارشادات
لتشغيل الحاسوب الجديد الذي اهداك اياه زوجك .. إذا بها تدخل غرفتك وتسالك << هل يمكنني استخدامه ؟؟ انا اعرف >>
تقولين لها إن ذلك غير ممكن فتنفجر بالبكاؤ وتركض نحو زوجك . وبعد لحظات يأتي زوجك ممسكا بيدها وعيناها مملوءتان
بالدموع ويقول لك : ما المشكلة لو تركتها تستخدم حاسوبك ؟؟ مرة وانت مرة .. لمذا لا تشاركينها فيه ؟؟
في احد الايام تجدين زوجك على الكنبة والزوجة الجديدة بجواره وهو يلاعبها ويضحك معها وهما في غاية السعادة .. يرن جرس
الهاتف . فيجيب عليه ثم يخبرك بانه مضطر لمغادرة المنزل ويطلب منك البقاء في المنزل مع الزوجة الجديدة والانتباه لها والتاكد
من انها باحسن حال .
وجه هذا السؤال _ بعد استعراض المواقف السابقة _ لمجموعة من الامهات : (ماذا ستكون مشاعركن ؟؟؟) اعترفت الامهات
بانهن يحملن مشاعر حقد وحسد وضغينة ورغبة في العنف والايذاء تختفي تحت مظهرهن الهادئ والمخترم ... بل ان اللواتي
اعتقدن انهن يتمتعن بثقة عالية في انفسهن لم تختلف مشاعرهن كثيرا عن الاخريات عندما وجدن انفسهن مهددات بمجرد ايراد
فكرة وجود ( أخرى ) تنافسهن وتشاركهن حياتهن.
ردود الفعل التي ابدتها الامهات (ويمكن للاباء استبدال كلمة << زوج>> بزوجة) تمثل الى حد كبير مشاعر الاطفال عندما
يرزقون باخ او اخت لذلك تاتي ردة فعل الطفل مصحوبة بالعنف والشراسة نحو القادم الجديد مما يجعل هذه المشاعر تزداد سوءا
مع مرور الوقت ان الوالدين يبلغان طفلهما ان القادم الجديد سيسليه ويسعده .
فكما ان احضار الاب لزوجة جديدة الى المنزل لتشارك الام في كل شيء امر مؤلم فان الطفل يمر الى حد كبير بمشاعر مشابه لتلك
فكيف بنا اذا طلبنا منه ان يفرح به ويتقبل الوضع الجيد بالدرجة نفسها التي نتعامل بها مع هذا القادم الجديد .
نقلا عن مجلة الاسرة