ستنكر عدد كبير من المسؤولين ورجال الدين والمواطنين العراقيين يوم الإثنين، 29 آب/أغسطس، الهجوم الإرهابي الذي استهدف جامع أم القرى في بغداد وراح ضحيته أكثر من 60 عراقيا بين قتيل وجريح.
وكان انتحاري يرتدي حزاما ناسفا قد دخل يوم الأحد إلى الجامع خلال صلاة التراويح وفجر نفسه بين عشرات المصلين.
وقال العقيد محمد جعفر، من قيادة شرطة بغداد، "تمكن الإنتحاري من الدخول إلى الجامع واجتياز نقاط التفتيش بعد وضع كمية من المتفجرات تحت الجبس الذي لف به ساقه ويده وادعى أنهما مكسورتين".
وأكد جعفر في حديث لموقع موطني أن الإنفجار أدى إلى مقتل 33 عراقيا، بينهم النائب خالد الفهداوي الذي حضر إلى الجامع لتأدية صلاة التراويح، وخمسة أطفال وعدد من رجال الأمن.
كما جرح في الإنفجار 30 شخصا، بينهم رئيس الوقف السني الشيخ أحمد عبد الغفور السامرائي وعدد آخر من رجال الدين ورجال الأمن.
مواطنون في موقع الانفجار. [محمد أمين/رويترز]
مواطنون في موقع الانفجار. [محمد أمين/رويترز]
وقال بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "مرة بعد أخرى يؤكد هؤلاء الإرهابيون التكفيريون استباحتهم لدماء العراقيين الأبرياء وإقدامهم على ارتكاب هذه الجرائم البشعة والجبانة في أقدس الأيام والأماكن التي وضعها الله للتقرب اليه وإشاعة أجواء الرحمة والمغفرة".
وأضاف البيان "ليعلم الجميع أن التكاتف والوحدة والوقوف صفا واحدا خلف الجيش والشرطة هو السبيل الوحيد للقضاء على هذا الخطر الذي لا يفرق بين العراقيين ويستهدفهم جميعا".
واتهم المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية، اللواء محمد العسكري، تنظيم القاعدة الإرهابي بتنفيذ الهجوم.
وقال العسكري "الهدف من الهجوم هو قتل التيار الوسطي المعتدل في الشارع العراقي الرافض للقاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى".
وأشار العسكري إلى أن القوات الأمنية العراقية فتحت تحقيقا موسعا في الهجوم للوصول إلى المنفذين واعتقالهم.
وأضاف "ستعمل قوات الأمن على الرد بسرعة والقبض على المتورطين بتنفيذ الهجوم البشع".
من جانبه، قال الشيخ أحمد عبد الغفور السامرائي، رئيس الوقف السني، في تصريح صحفي من غرفته في المستشفى، "رسالتي للقاعدة وللجماعات الإرهابية هي أننا سنبقى نحاربهم مهما كلف الأمر".
وأضاف "لن نخاف أو نتراجع عن مهمتنا في فضح الإرهاب. وإصابتي لن توقف رسالة العراقيين للعالم الداعية للسلام والمحبة والأمن".
أما الشيخ محمد الجبوري، أمين عام جماعة علماء العراق، فقال إن الهجوم هو أمر غير مستغرب إعتاد تنظيم القاعدة الإرهابي على فعله.
وأضاف الجبوري "القاعدة والمليشيات قتلت أكثر من 400 رجل دين في السنوات الماضية. ولا نستغرب قتلها للناس الأبرياء في المسجد أو السوق.
وتابع "لن تثنينا هذه الهجمات عن مواصلة الطريق. وعلى الجميع أن يعرف أن القاعدة والإرهابيين لا يمثلون الإسلام أو المسلمين".
من جانبه، أكد النائب وليد المحمدي، عضو كتلة الوسط في مجلس النواب العراقي، "التفجيرات التي تطال العراقيين لن تزيدهم إلاّ إصرارا وثباتا وتماسكا ووحدة في مواصلة حربهم ضد الإرهاب لكي يعم السلام والأمان".
وقال المواطن سليم محمد، 40 عاما وهو سائق سيارة أجرة في بغداد، "نحن في نهاية شهر كريم ونستعد لاستقبال العيد، ولكن الإرهابيون أرادوا أن ينشروا الحزن في البيوت".
وأضاف محمد "لن نقبل باقل من اعتقال القتلة الإرهابيين وتقديمهم للعدالة".